الثلاثاء، 5 يوليو 2016

45-أزمة المراهقة

أزمة المراهقة

د. منى زيتون

مستل من رسالتي للماجستير

تعتبر مرحلة المراهقة الحد الفاصل بين الطفولة والرشد، وراهق في العربية تعني اقترب، والقصد أن الفرد قد راهق الرشد أي اقترب منه في كل مظاهره الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية. وتُسمى بالإنجليزية Teenager، وتعنى: a person aged between 13 and 19 years. حيث كان الشائع  أنها الفترة من سن الثالثة عشرة Thirteen وحتى التاسعة عشرة Nineteen من حياة الإنسان.

ثم بعد تقسيم علماء النفس مرحلة المراهقة من حيث مظاهر ومطالب النمو فيها إلى مراهقة مبكرة ثم متوسطة ثم متأخرة، أصبح يُنظر غالبًا إلى سن الثامنة عشرة كنهاية للمراهقة المتوسطة وبداية للمراهقة المتأخرة، والأخيرة هي المرحلة التي تنتهي بالرشد، ويصل إليه الفرد بدءًا من سن الحادية والعشرين، وقد يتأخر بعدها لسنوات. واستمر هذا الحد حتى عقود قريبة، وهذه هي حدود المراهقة التي تأخذ بها هذه الدراسة، وتركز تحديدًا على مرحلة المراهقة المبكرة والتي تقابل مرحلة التعليم الإعدادي (المتوسط).

يذكر حامد زهران وآخرون (1988، ص ص 24-27) أن المراهقة هي مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرشد، وهي مرحلة تخلص من الطفولة وتأهب للرشد، تقع معظمها في العقد الثاني من حياة الفرد، حيث تشير مؤشرات مظاهر النمو التي تبدأ بالبلوغ الجنسي وتنتهي بالنضج في مظاهر النمو كافة إلي ابتعاد الفرد عن عالم الطفولة وقربه من عالم الرشد.

ولكن تختلف المجتمعات الإنسانية المعاصرة اختلافات شاسعة في تحديد بداية مرحلة المراهقة ونهايتها، حتى أصبح الشائع في المجتمعات الغربية أن كل من هو دون الثامنة عشرة يُعد طفلًا، وعليه تبدأ مرحلة المراهقة بعد هذه السن، وتنتهي كحد أقصى في سن الخامسة والعشرين. وهو تقسيم غريب، ويخالف المعتاد والمعروف في علم نفس النمو.

ويعد الشعور بالهوية المشكلة الرئيسية في المراهقة؛ ودخول الإنسان مرحلة المراهقة ‏هو بداية رحلته لفهم نفسه، وما يريد وما يمكن أن يقوم به من ‏أدوار في المجتمع عندما ‏يكبر.‏ ويشير جريندر (Grinder, 1969) إلى أن  المراهقة تعتبر مرحلة أزمة بالنسبة للمراهق وبالنسبة لمن حوله خاصة بالنسبة لتحقيق ذاته، وبالنسبة لمحاولة فهم واستكشاف الأشياء الممنوعة خاصة في مجال الجنس، وتتضح بها الرغبة في التمرد والاستقلال عن الأسرة والمدرسة، والتمايز بين الرفاق، ولقد وصف ستانلى هول Hall المراهقة بأنها: "فترة عواصف وتوتر وشدة، تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق، ويرى البعض في حياة المراهق مجموعة من المتناقضات".

فالمراهقة هي مرحلة أزمة نفسية تنتج بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث فيها، وما يصاحبها من تغيرات في طريقة التفكير، وعلى كلٍ فهي فترة ميلاد جديد، تمثل مرحلة انتقالية هامة في حياة الإنسان، والغرض الرئيسي من تحديد مرحلة المراهقة هو المساعدة في إعداد الأطفال لحياة الراشدين؛ إذ ترتبط المراهقة بزيادة القدرة على التفكير المجرد والتقدم في اكتساب المعرفة، وزيادة الاستقلالية والمسئولية المجتمعية، إضافة إلى قدرة أعلى كفاءة في إدارة العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة التفاعل الاجتماعي عما كان الحال عليه في مرحلة الطفولة، وهو ما يعرف بالمهارات الاجتماعية، وهي محور الدراسة الحالية.

1-  مطالب النمو

يعتبر عالم نفس النمو الشهير هافيجهرست Havighurst, R. J. أول من قدم مفهوم مطالب النمو   Developmental  Tasksفي علم نفس النمو، وذلك في كتابه "النمو الإنساني والتربية" عام 1953، وقد لعب هذا المفهوم دورًا بارزًا في مجال علم نفس النمو؛ ذلك أنه يحدد مطالب النمو الأساسية في مراحل نمو الفرد من الميلاد حتى الشيخوخة.

فما هي مطالب النمو؟

يشير مفهوم مطالب النمو إلى مدى تحقيق الفرد لحاجاته وإشباعه لرغباته وفقًا لمستويات نضجه وتطور خبراته التى تتناسب مع عمره، لذا يظهر كل مطلب من مطالب النمو في المرحلة التى تناسبه من مراحل نمو الفرد.

فهناك بعض الاعتبارات التي يتطلبها النمو النفسي للفرد، والتي يجب أن يشبعها كي يحيا حياة سعيدة صالحة يتمتع فيها بالصحة النفسية، وتظهر هذه المتطلبات في تتابع مراحل النمو المختلفة، ويؤدى تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد، ويسهل تحقيق مطالب النمو الأخرى في المرحلة العمرية نفسها والمراحل التالية، ويؤدى عدم تحقيق مطالب النمو إلى شقاء الفرد وفشله، وصعوبة تحقيق مطالب النمو في المراحل التالية، وهناك مطالب عديدة خلال مراحل النمو المتتابعة (مرحلة الطفولة – مرحلة المراهقة – مرحلة الشباب والرشد – مرحلة وسط العمر – مرحلة الشيخوخة).

مطالب النمو فى مرحلة المراهقة

        يذكر طلعت حسن عبد الرحيم (1987 ، ص ص 63: 66) أن مطالب النمو في مرحلة المراهقة هي:

    1-     تكوين علاقات جديدة ناضجة مع رفاق السن من الجنسين.

    2-     اكتساب الدور الاجتماعي الجنسي السليم.

    3-     تكوين المهارات والمفاهيم اللازمة للاشتراك في الحياة المدنية للمجتمع.

    4-     معرفة السلوك الاجتماعي المقبول واكتساب أنماط السلوك الاجتماعي المقبول وتحمل المسئولية الاجتماعية وممارستها.

    5-     تقبل التغيرات الجسمية والتوافق معها.

    6-     تحقيق الاستقلال الانفعالي عن الوالدين والأصدقاء.

    7-     تحقيق الاستقلال الاقتصادي.

    8-     اختيار مهنة معينة ومحاولة الاستعداد الجسمى والعقلى والاجتماعى والانفعالى لها.

    9-     الإعداد والاستعداد للزواج والحياة الأسرية.

 10-     اكتساب القيم الدينية والاجتماعية ومعايير الأخلاق فى المجتمع باعتبارها موجهات للسلوك السوى والمقبول اجتماعيًا.

وتعتبر زيادة النمو الاجتماعي خارج إطار الأسرة من المظاهر الواضحة في المراهقين منذ بداية المرحلة، وكذلك السلوك وفقًا للدور الاجتماعي المرتبط بالجنس.

وفي ذلك يشير عادل الأشول (1982 ، ص 498) إلى أن المراهقين يعطون انتباهًا متزايدًا للانتماء لجماعة الرفاق وإلى علاقاتهم مع الجنس الآخر كجزء من نضجهم الاجتماعي، وتتأثر طريقة التعامل مع الجنس الآخر بالعديد من العوامل منها ما يتعلق بمدى قبول أو رفض كل جنس للآخر وبتوقعات الجماعات المحيطة والمعايير التي تسود المجتمع وتسود جماعة الرفاق بصفة خاصة.

كما يشير حامد زهران (1995، ص387) إلى أنه يلاحظ على المراهقين في مرحلة المراهقة الاهتمام باختيار الأصدقاء والميل إلى الانضمام إلى جماعات مختلطة الجنسين خاصة مع بدء مرحلة المراهقة الوسطى.

وفي كثير من الأحيان تكون تأثيرات البلوغ في السلوك في تكوين اتجاهات غير صحيحة، ومن هذه التأثيرات تذكر هورلوك Hurlock, 1980)) رفض الجنس الآخر "النفور الجنسي". ويظهر سلوك رفض الجنس الآخر في نهاية الطفولة المتأخرة ويصل قمته في بداية فترة البلوغ، ومن الأمور الشائعة في هذا السن العداء الصريح بين الجنسين، ويكون رفض الإناث للذكور أكثر من رفض الذكور للإناث، ويظهر هذا الرفض في صورة مختلفة عن المرحلة السابقة، فلم يعد الأمر مجرد انسحاب كل من الجنسين بعيدًا عن الآخر وإنما تظهر في بداية البلوغ صور العداء الصريح بينهما، ويتمثل ذلك في النقد المستمر والتعليق اللاذع.

وتذكر منيرة حلمى (1962 ، ص201) نقلًا عن هورلوك أيضًا أن الأخيرة ترجع شدة النفور من الجنس الآخر عند الفتاة إلى ما يمر عليها من أمثلة سيئة للعلاقة بين الجنسين، سواء بين أبويها أم بين غيرهما، من طلاق إلى فشل في الحب إلى غير ذلك مما تبدو فيه واضحة نزعة التسلط والسيادة عند الرجل في معاملة المرأة، ومن شأن ذلك كله أن ينفرها نفورًا شديدًا من الجنس الآخر، أما الفتى فعلى العكس من ذلك تكون كل هذه المواقف في صفه، فلا يكون ثمة أسباب لنفوره الشديد من المرأة.

بينما راسل ومولى سمارت Mollie Smart,1973)  and Russell) في إطار تعديدهما لأطوار العلاقة بين الجنسين تذهبان الى القول بأن طور العداء الظاهري المتبادل بين مجموعتى الصبيان والبنات يتلاشى تدريجيًا، ويحل محله طور آخر ينتظم  فيه أفراد الجنسين في أنشطة جماعية تجمعهما معًا.

وتفسر هورلوك Hurlock,1980,p.231)) أسباب تلك التغيرات بأنه يحدث تحول في مشاعر المراهق  –وفي فترة زمنية قصيرة– إلى حب التعامل مع الجنس الآخر، بعد أن كان يفضل أبناء جنسه، ثم ما يلبث بعد ذلك في ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة سواء مع أفراد من الجنس الآخر أم من أبناء جنسه، ويصل هذا النشاط الاجتماعي للمراهق ذروته خلال مرحلة المراهقة المتأخرة.

ومع التغيرات الاجتماعية المتزايدة في العصر الحديث أصبح هناك تزايد لاحتمالات اختيار الأصدقاء من الجنس الآخر، ولقد كان هذا ملحوظًا منذ الستينيات، حيث قام كوهلن وهوليهان (Kuhlen and Houlihan,1965) بدراسة مقارنة عن وجهة الصداقة لدى مراهقي الأربعينات بمثيلتها لدى مراهقي الستينات، وتشير نتائجها إلى أن هناك تزايدًا في معدل اختيار الرفاق عبر الجنس The Choice of Cross-Sex Comparisons أي الاختيار المتبادل بين الجنسين، بالنسبة لتسعة أنشطة كان منها الدراسة.

2- حاجات المراهقين

بداية يؤكد حامد زهران (1995 ، ص ص435–436) على أنه يجب عدم الخلط بين الحاجات النفسية وبين مطالب النمو، وأنه يصاحب التغيرات التي تحدث مع البلوغ تغيرات فى حاجات المراهقين، ولأول وهلة تبدو حاجات المراهقين قريبة من حاجات الراشدين، إلا أن المدقق يجد فروقًا واضحة خاصة بمرحلة المراهقة، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن الحاجة والميول والرغبات تصل في مرحلة المراهقة إلى أقصى درجة من التعقيد، ومن الحاجات الأساسية للمراهقين – كما يذكر –  الحاجة إلى التوافق الجنسي الغيري.

وقد توصلت منيرة حلمي (1965، ص ص267– 268) إلى مجموعة الحاجات الإرشادية لطالبات المدرسة الثانوية، وقد كان من الحاجات الإرشادية لفتيات المدرسة الثانوية في مجال العلاقات بين الجنسين:

     1-      الحاجة إلى تعلم تقبل النضج الجنسي دون خجل أو خوف.

     2-      الحاجة إلى الاختلاط الموجه بالجنس الآخر.

     3-      الحاجة إلى فهم أمور تتعلق بالعلاقة بين الجنسين، ومن هذه الأمور مدى علاقة الفتاة بالجنس الآخر.

ولا أعتقد أن اليوم يختلف كثيرًا عن الأمس، وأن تلك الاحتياجات الإرشادية للفتيات المراهقات قد اختلفت عما كانت عليه للفتيات في ستينيات القرن الماضي، إن لم تكن التغيرات الاجتماعية الحادثة بالمجتمع قد أوجدت المزيد من الحاجات لدى المراهقات وجعلتها أكثر إلحاحًا.

ويلخص (خليل ميخائيل معوض، 1983، ص 353) أسباب وجود الحرج أو الخجل فى وجود الجنس الآخر بما يلى:

  1-         التوجيه والإرشاد الخاطئين.

  2-         الحصول على بيانات خاطئة وغير صادقة عن الجنس من مصادر متنوعة غير موثوق فيها.

  3-         تكوين شعور الاشمئزاز تجاه الجنس الآخر نتيجة تعرض الفرد لمواقف معينة.

  4-         عدم وجود أصدقاء من الجنس الآخر وعدم الاختلاط بين الجنسين بصفة عامة.

وتوضح ليتا هولنجورث (في خليل ميخائيل معوض، 1983، ص 353) أهمية هذه المرحلة  – المراهقة – في تكوين سلوك طبيعي تجاه الجنس الآخر فتقول ما معناه: "إنه لمن الواضح حقًا أن الأربع أو الخمس سنوات التي تعقب البلوغ هي أفضل فترة من العمر يمكن أن نبني ونشيد فيها بطريقة طبيعية سلوك المراهق تجاه الجنس الآخر، وأن ننمى لديه الشعور دون عوائق أو دون شعور بالاشمئزاز أو الخوف عند التعامل مع الجنس الآخر".

3-  دور جماعة الرفاق Peers في التنشئة الاجتماعية للمراهقين

من المعروف أن النمو الاجتماعي يتأثر بالخبرات المتاحة للتفاعل الاجتماعي، وفي ذلك يشير حامد زهران  (1995 ، ص ص257- 356) إلى أن المراهقة  تعتبر بحق مرحلة التطبيع الاجتماعي، ويلاحظ زيادة تأثير الرفاق في عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي في سلوك المراهق.

وتؤكد شهيرة عبد الهادي (1994 ، ص ص230 231) على ذلك بقولها إن جماعات الرفاق تعتبر بحق العالم الحقيقي للمراهق الذي من خلاله تتحدد ماهية سلوكه الاجتماعي فهي التي تمده بالطرق التي من خلالها يتعرف على نفسه وعلى الآخرين ويكتشف ذاته ويكتشف الآخرين، حيث تعمل هذه الجماعة على الاستمرار في صياغة وتعديل مفهومه عن ذاته، فهو هنا يُقيِّم نفسه من خلال أفراد الجماعة، حيث توفر له هذه الجماعة البيئة الاجتماعية التي من خلالها يكيف سلوكياته الاجتماعية وفقًا لحاجاته الاجتماعية المختلفة من خلال مشاركته في الأنشطة المتنوعة لهذه الجماعة، ومن خلال العلاقات الاجتماعية المتبادلة بينه وبين أفرادها والتي بدورها تساعده على أن ينشئ لنفسه القيم الاجتماعية التي يتحرك من خلالها. 

ويذكر عبد الرحمن عيسوي (1984/1985، ص 214) أن أهمية جماعة الرفاق Peers  في عملية التنشئة الاجتماعية قد ازدادت في عصرنا الحديث؛ وذلك نظرًا لزيادة معدلات اشتغال الأم ومع زيادة احتمال التعلم فيما قبل المدرسة، ويشير اصطلاح الرفاق إلى هؤلاء الأطفال الذين يشبهون الطفل في المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي وفي صفات أخرى كالسن، كما يشترط أن يتقارب أفراد تلك الجماعة في ميولهم وهواياتهم وليس فقط في تقاربهم العمري.

وغالبًا ما تتعارض القيم والاتجاهات السائدة بين جماعة الرفاق مع قيم واتجاهات الوالدين والمدرسة، حتى شاع حديثًا ما يُسمى بثقافة المراهقين Adolescent Culture، والتي تُوصف بأنها لا عقلية ولا ترتبط أنماطها بقيم العمل والإنتاج، وإنما ترتبط بالاستمتاع والاستهلاك، لذا يحاربها الكبار لأنهم يعدونها تهديدًا للقيم التي يحافظون عليها.

ويشير فؤاد البهي السيد (1981 ، ص199) إلى استخدام جماعة الرفاق حديثًا في مجال العلاج النفسي، فيما أصبح يسمى الآن إعادة التنشئة الاجتماعية Resocialization، وتعتد هذه الوظيفة الجديدة لجماعة الرفاق على الافتراض الذي يقرر أن الاختلال الوظيفي في المهارات الاجتماعية ينشأ من انحراف مسار التنشئة الاجتماعية عن مسلكها السوي نتيجة للظروف غير السوية التي عانى منها الفرد في نشأته في أسرته ويعاني منها الآن في مواجهته لمشكلات المجتمع الذي ينتمي إليه، وتتطلب عملية تصحيح مسار نموه الاجتماعي وجوده لبعض الوقت في بيئة جديدة تحميه من صراعات المجتمع الخارجي التي لم يعد يحتملها ويقوى على مواجهتها، مما يؤدي إلى إعادة التنشئة الاجتماعية وتصحيح المعايير والقيم وأنماط السلوك الاجتماعي.

وقد أوضح ريمرز وهاكيت (1987) أن تعلم المهارة في التفاعل الاجتماعي مع الجنس الآخر يتم ببطء، إذ يضطرب المراهقون والمراهقات على السواء عندما يحاولون التعارف في بادئ الأمر، كما أنهم يشعرون بالخجل، كما أكد محمد جميل منصور وفاروق عبد السلام (1983) أن الخبرات الاجتماعية المبكرة للجنسين تلعب دورًا هامًا في تحديد الاتجاهات نحو العلاقات الاجتماعية ونمط السلوك الاجتماعي للآخرين، كذلك يؤكد مصطفى فهمي (د. ت) بأن السلوك الاجتماعي للفرد يعتمد إلى حد كبير على خبراته الاجتماعية الأولى، وما كونه من اتجاهات نتيجة للخبرات، ويعود ريمرز وهاكيت للتأكيد على أن المراهقين في حاجة إلى فرص التواجد مع الآخرين ليجربوا بأنفسهم طرق التفاعل معهم من خلال النشاط الاجتماعي.

إن العلماء رغم اختلاف نظرتهم للدوافع الجنسية، إلا أن أحدًا لم ينكر قوتها؛ وذلك رغم تفنن المجتمع فى قمع دوافع هذه الغريزة وتحاشي التعرض بالإشارة أو القول لكل ما يتصل بها باعتبار أنها أمور محرمة ومن العيب التحدث فيها، وقد يكون السبب فى ذلك هو شعورهم بقوتها وإلحاحها، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي أيضًا الذي يدفع بالتربويين في مجتمعنا إلى رفض التعليم المختلط في مرحلة المراهقة، رغم أن هناك من المبررات التربوية ما يدعو على الأقل لفتح باب المناقشة حوله.    

 

مزيد من المقالات المتعلقة

-نظرة تاريخية على تطور التعليم المختلط

-خصائص التعليم المختلط

-خصائص التعليم منفصل الجنس

-أثر اختلاط الجنسين في تميع الأدوار الاجتماعية واضطراب الهوية الجنسية