الثلاثاء، 5 يوليو 2016

1-يلحدون في ‏أسمائه؟!!‏

يلحدون في أسمائه؟!

د/منى زيتون

الأحد ‏29 مارس 2015‏

http://www.arabpens.com/2015/03/blog-post_4.html

 

يقول تعالى: ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏‏‏‏﴾ [الأعراف:180].

إن كنت تريد أن تعرف ربك حق المعرفة، فسبيلك إلى معرفة الله، وفهم حقيقة الخلق وكل ما في الوجود، هو معرفة أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى كلها. لا تنتقِ لنفسك إلهًا على هواك تعرفه من خلال اسم واحد أو اسمين.

وفي الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن الرحمة، وأن الله هو الرحمن الرحيم، حتى وجدت أناسًا يتكلمون عن الله كما لو كان هو الرحمن الرحيم فقط! ومن يتعرف على الله من خلال الرحمة فقط ليس بأقل إلحادًا في أسمائه من منكر الرحمة؛ فعندما تصر أن الله تعالى رحمن رحيم فقط، سيقودك هذا مباشرة إلى فهم واعتقاد خاطئ في الله عز وجل ولكثير من حقائق الحياة، بل وسيصل بك الأمر إلى تقرير أمور عقائدية باطلة كنجاة أهل النار بعد مدة، والذين قال الله في وصف حالهم: ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾ [الانفطار: 16] وقال: ﴿يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾ [المائدة: 37]؛ فالله سبحانه وتعالى رحمن رحيم، كما أنه منتقم عظيم قهار، فلا تنسْ هذا.

ووجدت مسلمين يتساءلون لماذا خلقنا الله وخلق الكون وهو ليس بحاجة إلينا؟ وهؤلاء كذلك لو عرفوا الله ما سألوا هذا السؤال، صحيح أن الله سبحانه هو الوتر الفرد الصمد وهو ليس بحاجة إلينا، ولكنه أيضًا هو الخالق البارئ المصور بديع السموات والأرض؛ فخلق الكون وأبدع ما فيه، وهو العظيم المتكبر الذي يجب عليك أن تعبده ليس لأنه بحاجة إلى عبادتك.

وهو سبحانه الحكيم القيوم مدبر الأمر، وليس كما يظن بعض المسلمين أنه خلق العالم ووضع فيه قوانينه وتركه لشأنه، لتتطور أنواع الخلق من بعضها بالطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي، وتنشأ معيبة بزعمهم! وعندما يريدون أن يلطِّفوا الأمر ويجعلوه أكثر توافقًا مع الإيمان يدَّعون اقتناعهم بوجود توجيه إلهي لتلك العشوائية، فبئس ما نسبوا إلى الله.

فقبل أن تتفذلك وتعجبك أفكار لا منطقية من تلك التي تنشأ كصرعات الموضات، وينجذب لها خفاف العقول، لا تنسْ أسماءه تعالى وصفاته، وضعها في رأسك، وإلا أصبحت تعبد إلهًا ليس هو الله كما أراد سبحانه أن يُعرف نفسه إلينا.

 اللهم قنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وتوفنا وأنت راضٍ عنا.